Admin Admin
الدولة : مصر عدد المساهمات : 1698 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 العمر : 29 https://aasdpopa2013.hooxs.com
| موضوع: افتراضي ذات النطاقيــــــــن..(اسماء بنت ابى بكر ) على جرافيك مان 2013 الإثنين ديسمبر 31, 2012 11:04 am | |
|
[size=21]بسم الله الرحمن الرحيم إنها أمُ عبد الله القرشيةُ التيميةُ أسماءُ بنتُ أبي بكر – رضي الله عنها وأرضاها –
ميلادهـــــــا
ولدت أسماءُ في بيت علمٍ وكرمٍ وحسبٍ ونسبٍ ، أمُها قتيلةُ بنتُ عبدِ العزى ، تزوجها أبو بكرٍ في الجاهليةِ فأنجبتْ له أسماءَ وعبدَ الله ثم طلقها قبل الإسلام ، وبقيت في جاهليتها مدةً ثم أسلمتْ بعدَ الفتح. وشهدت أسماءُ فجرَ الدعوةِ وبدايةَ الانطلاقة ، وعاشت مع أبيها أذى المشركين ، وحملتْ لواءَ الدعوة بيدها وقلبها ومشاعرها. قال ابنُ إسحاق: ( فحُدثتُ عن أسماءَ بنت أبي بكر أنها قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ - رضي الله عنه - أتانا نفرٌ من قريش فيهم أبو جهل بنُ هشام فوقفوا على باب أبي بكرٍ فخرجتُ إليهم فقالوا : أين أبوك يا أسماء ؟ قالت : قلت : لا أدري والله أين أبي !! قالت : فرفعَ أبو جهلٍ يدَه وكان فاحشاً خبيثاً فلطم خديْ لطمةً طرح منها قُرطي.
خلقهــــــا رضى الله عنهـــــــا
لقد كتمت أسماءُ أمرَ هذه الرحلةِ التي غيرت وجه التاريخ ، ولقد كانت مشاهدُ التربيةِ الإيمانيةِ الحقةِ تتكررُ على مرأى ومسمعٍ من أسماء ، فقد رأت كيف وقف أبوها وحدَه في وجه زعماء قريش ومَنْ معهم من عشائرَ وقبائلَ ليدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: ** أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله } فيتركون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبلون على أبي بكر رضي الله عنه [ رواه الحاكم ].
فكيف لا تتربى بعد ذلك على الشجاعة والصمود من أجل الحق. لقد عاشت أسماءُ رضي الله عنها مع المسلمين الأوائل حياةَ الصبر والجهاد والمحنة العظيمة وتحملت الأذى وصبرت على البأساء ورأت ما يفعلُه كفارُ قريشٍ بالمستضعفينَ من المسلمين يذيقونهم ألوانَ العذاب ولكنها لا تزدادُ إلا يقيناً وثباتاً. وكلما أشرقت شمسُ يومٍ جديدٍ تعمقت جذورُ الإيمانِ في نفسها وها هي تحدثنا عن موقفٍ من مواقفِ جهادها في أول طريق الدعوةِ. تقول : صنعتُ سفرةَ النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أبى حين أراد أن يهاجر فلم أجد لسفرته ولا لسقائه ما أربطهما فقلت لأبي : ما أجدُ إلا نطاقي قال : شُقِّيه باثنين فاربطي بهما.
قالت : فلذلك سميت ذات النطاقين ! [ سير أعلام النبلاء وسنده صحيح كما في ا لحاشية ( 2/289 ) ]. ويمضي النبيُ صلى الله عليه وسلم وصاحبه في طريقهما إلى المدينة ويذهب الصديق رضي الله عنه حاملاً معه كُلَ ما يملكه من المال ، تاركاً آلَ بيته لله عز وجل واثقاً من حفظ الله لهم. لكن أبا قحافةَ والدُ أبي بكر -رضي الله عنه - وكان آن ذاك مشركاً خَشي على أحفاده ، فأراد الاطمئنان على آل بيت أبي بكر، وهنا تكشف أسماءُ - رضي الله عنها - عن حكمتها وقوة عقلها . فقالت أسماء - رضي الله عنها- : لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وخــرج أبو بكرٍ معه ، احتمل أبو بكرٍ ماله كُلَه ، ومعه خمسةُ آلافٍ أو ستةُ آلافِ درهم ، فانطلق بها معه . قالت : فدخل علينا جدي أبو قحافة ، وقد ذهب بصره . فقال : والله إني لأُراه قد فجعكم بماله مع نفسه .
قالت : قلت : كلا يا أبت ! إنه قد ترك لنا خيراً كثيراً. قالت : فأخذتُ أحجاراً فوضعتها في كُوةٍ في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها ، ثم وضعت عليها ثوباً ، ثم أخذت بيده ، فقلت يا أبت ضع يدك على هذا المال . قالت : فوضع يده عليه ، فقال : لا بأس ، إذا كان ترك لكم هذا فقد أحسن ، وفي هذا بلاغٌ لكم . قالت أسماء - رضي الله عنها -: ولا والله ما ترك لنا شيئاً ؛ ولكني أردت أن أسكن الشيخ بذلك. (( رواه ابن إسحاق بإسناد صحيح سيرة أعلام النبلاء (( الحاشية)) ( 2/290). ثبتت المرأة المسلمة ولم تجزع من ذهاب راعيها بماله كُلِه. تعالوا بنا بعد أن نظرنا إلى حياة الفتاة لننظر إلى حياة الزوجة المسلمة فقد تزوجت أسماء - رضي الله عنها - من الصحابي الجليل الزبيرِ بنِ العوام قبل الهجرة ، وهو ابنُ عمةِ رسولِ الله صفية بنت عبد المطلب . ولم يكن الزبيرُ غنياً بل كان فقيراً لا يملك من متاع الدنيا إلا البيتَ الذي يسكنه ، والفرسَ الذي يركبه ، والسيفَ الذي يحمله ، ورضيت أسماءُ به زوجاً ، وكيف لا ترضى به ، وهو ابنُ الدعوة الذي شهد فجرها كما شهدته هي . لقد كان بيتُها وبيتُ الزبير بيتاً من بيوت الإيمان ، نشأت فيه شجرة التقوى ، وأصبحت وارفة الظلال .
ولا زالتْ مع الزبير وفيةً له ، صابرةً عليه رغم فقره، وضيقِ ذات يده ، قالت أسماءُ رضي الله عنها -
تزوجني الزبيرُ وماله في الأرض من مال ولا مملوك ، ولا شيءَ غيرَ فرسه ، فكنت أعلفُ فرسه ، وأكفيه مؤونته ، وأسوسه وأدق النوى الناضحة ، وأعلفه وأسقيه الماء ، وأخْرُزُ غربَهُ وأعجن ، ولم أكن أحسنُ أخبز ، فكان يخبز لي جاراتٌ من الأنصار ، وكنَّ نسوةَ صدقٍ ، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي على ثلثي فرسخٍ فجئتُ يوماً ، والنوى على رأسي ، فلقيت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفرٌ من أصحابه فدعاني ، ثم قال : ( إخْ إخْ ) ليحملني خلفه ، فاستحييت أن أسير مع الرجال ، وذكرتُ الزبيرَ وغيرته ، وكان من أغير الناس ، فعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم أني قد استحييت ، فمضى، وجئتُ الزبيرَ وقلت له ، فقال : والله لحملكِ النَّوى كان أشدَّ عليَّ من ركوبكِ معه . قالت : حتى أرسلَ إلىَّ أبو بكرٍ بعد ذلك بخادمٍ فكفتني سياسةَ الفرس ، فكأنَّما أعتقني ) (( رواه البخاري ومسلم )) انظروا إلى المرأة المسلمةِ العفيفةِ الكادحةِ الصابرةِ تقول : ( فاستحييت أن أسيرَ مع الرجال ) حياءٌ ، وعفافٌ ، ومجانبةٌ للرجال ، وتأملوا - عباد الله - تعاونَ الجارات المؤمنات لم تكن تحسن الخبر قالت ( فكان يخبز لي جاراتٌ من الأنصار ، وكنَّ نسوةَ صدقٍ ) ، وتأملوا - رعاكم الله - مراعاتها لحق زوجها ومراعاتها خاطرَة عندما قالت : ( وذكرت الزبير وغيرته وكان من أغيَّر الناس ) وهذه صفةُ المؤمن الحق قال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمن يغار والله أشدُ غيراً ) . وقبح الله من لا يغار على نسائه ومَنْ تحت يده !. ورُغم فقر الزبير فقد كانت أسماءُ امرأةً سخيةَ النفس ذات جودٍ وكرمٍ ، باذلةَ اليد ، فكانت تقول لبناتها وأهلها : ( أنفقنَ وتصدقنَ ولا تنظرنَ الفضل ، فإنكنَ إذا انتظرتنَ الفضلَ لم تفضُلنَ شيئاً ، وإن تصدقتن لم تجدن فقده ). وقال ابنُها عبدُ الله - رضي الله عنه - : ما رأيت امرأةً أجودَ من عائشةَ وأسماء ، وجودهما مختلفٌ ، أما عائشةُ – رضي الله عنها - فكانت تجمع الشيءَ إلى الشيء حتى إذا اجتمع عندها وضعته مواضعه ، وأما أسماءُ فكانتْ لا تدَّخر شيئاً لغدٍ. وعن أسماءَ - رضي الله عنها - قالت : ( قلت يا رسول الله : مالي مالٌ إلاَّ ما أدخلَ علىَّ الزبير أفأ تصدق ؟!) ، قال : ( تصدَّقي ولا توعي فيوعى عليك ) ((رواه الشيخان )). والإيعاء : جعل الشيء في الوعاء ، وأصلُه الحفظ والإيعاء ؛ أي : لا تمنعي ما في يدك، فتنقطعَ مادةُ بركةِ الرزق عنك ، فإن مادة الرزق متصلةٌ باتصال النفقة ، ومنقطعةٌ بانقطاعها . قال النووي- رحمه الله - : ( معناه الحثُ على النفقةِ في الطاعةِ ، والنهي عن الإمساك والبخل ). وقد ورد المراد بذلك في روايات الحديث في الصحيحين وغيرهما ؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( تصدَّقي ولا تُحصي فيُحصي الله عليك ). امرأةٌ لا تملكُ شيئاً من المال سوى ما أدخلَ عليها زوجُها ، ومع ذلك بادرت بالسؤال عن جواز الصدقة من مال الزوج ؟ فأجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتصدق ، ولا تحصي ما تصدَّقت به فيحصي الله عليها رزقها . لقدْ فتح النبيُ صلى الله عليه وسلم لأسماء - رضي الله عنها - ولغيرها من النساء باباً تدخلُ منه إلى سبيل أهل الصدقة ، في الوقت الذي تحرص فيه المرأةُ العصرية على الادخار من مالها ومال زوجها شيئاً كبيراً ، تستعينُ به على زخارفها ، وما يحلو لها من لهوٍ. عن هشام بن عروة عن فاطمة بنتِ المنذر أن أسماءَ كانت تمرض المرضة ، فتعتق كُلَ مملوك لها [ السير 2/292 ]. إن جانبَ الصدقةِ قد ضعُفَ عندَ كثيرٍ من النساء ولعمرُ اللهِ ذاكَ سبيلُ نجاتهنَّ من النار قال صلى الله عليه وسلم : " يامعشرَ النساءِ تصدقنَ وأكثرنَ الاستغفارَ فإني رأيتُكُنَ أكثرَ أهلِ النار ". وقد كانت أسماء – بحق- عند حسن الظن بها ، فرفضت أن تفعل شيئاً حتى تستأذنَ النبي صلى الله عليه وسلم ، وتعلمَ رأيهُ وحكمَه ، وآثرتْ حكمَ الله عز وجل وحكمَ رسوله صلى الله عليه وسلم على حكم البشر ، وأبت أن تخضعَ لعلاقةِ رحمٍ أو صلةِ قربى تخالفُ حكمَ الله عز وجل وحكمَ رسوله صلى الله عليه وسلم . جاءت أمُ أسماءُ بنتُ أبي بكر لزيارة ابنتها فلم تسرع أسماءُ بصلةِ أمها حتى ذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب فتواهُ في هذا الشأن، فقالت أسماءُ رضي الله عنها : ( قدمتْ عليّ أمي - وهي مشركةٌ - في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قلت : إن أمي قدمتْ وهي راغبةٌ أفأصل أمي ؟ قال : ( نعم صِلِي أمكِ ) [ رواه الشيخان ].
وعن ابنِ الزبير قال : نزلت هذه الآية في أسماءَ ، وكانت أمها يقال لها قتيلة ، جاءتها بهدايا فلم تقبلها حتى سألت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت : ** لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين } [ رواه أحمد وابن جرير وابن سعد أنظر سير أعلام النبلاء ( 2/291 ) ]. يقول جل وعلا : ** وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً } [ الآية ]. ومن حفظ الله في الصغر حفظَه في الكبر قال صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك أحفظ الله تجده تجاهك )) الحديث. لقد عُمّرت أسماءُ - رضي الله عنها - زمناً طويلاً حتى بلغت مائة عامٍ وزيادةً ، ولم يسقط لها سنٌ ، ولم يُنكر لها عقلٌ ، وكفَ بصرها بعد ما بلغت من الكبر عتياً فصبرتْ واحتسبتْ لتنالَ أجرَها من الله جل وعلا. عن أنس ٍ - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله عز وجل قال (( إذا ابتليتُ عبدي بحبيبتيه فصبرَ عوضتهُ منهما الجنةَ )) [ رواه البخاري ].
سبحان الله وبحمدة ...سبحان الله العظيم
[/size] | |
|